حكايات في الناي وأنواعه
يعود استخدام آلة الناي إلى حوالي 4500 - 5000 عام، عندما ظهرت النسخة الأولى منها في بلاد سومر العراق حالياً ومصر القديمة وبلاد فارس التي جاء منها اسم الآلة، الناي، وتعني المزمار. كان للناي ثقل رمزي كبير في الاحتفالات الدينية في مصر القديمة، وتواصل هذا الثقل الرمزي في العصور اللاحقة وخاصة لدي المتصوفة، إذ اشتهرت رابعة العدوية بلعب الناي، كما ترنم به جلال الدين الرومي إمام الطريقة المولوية في أشعاره وقال في مطلع قصيدته: "استمع للناي غنّى وحكى / شفّه البين وطويلاً فبكى".
للناي نوعان أساسيان، الفارسي والعربي/التركي، يختلفان في عدد الثقوب وتقنية العزف عليهما. في الناي الفارسي يعتمد العازف على وضع الناي بين أسنانه وتوجيه الهواء بحركة اللسان، كما يتكون من 6 ثقوب، بينما في الناي العربي والتركي يوضع الناي على زاوية الفم بشكل مائل وتعتمد الطبقات الصاعدة منه على شدة النفخ بالإضافة إلى سد وفتح ثقوب الناي، ويتكون من 7 ثقوب، 6 على استقامة واحدة وثقب واحد في الخلف يتحكم به الإبهام.
تتكون عائلة الناي العربي من 7 آلات تختلف تبعاً للنغمات الصادرة منها بحيث يكون كل ناي متوافقاً مع طبقة صوتية ومقام خاص به، ولذلك لن يكون النوع الواحد كافياً لتغطية ما تحتاجه المقطوعة الموسيقية من نغمات مختلفة، وغالباً ما نجد أكثر من عازف للناي في الفرقة أو الأوركيسترا الواحدة، أو أكثر من نوع مع العازف الواحد. تُسمى تلك الأنواع بالراست والدوكاه والبوسيليك والجهاركاه والنوى والحسيني والعجم، يمثل كل منها مقاماً في الموسيقى العربية، ويعتبر مقام الراست أطول المقامات المستخدمة في الناي وأخفضها وهو المفضل في الجلسات الصوفية.
يختلف الناي العربي عن آلة الفلوت الغربية في التصميم، إذ يحتوي الفلوت على 8 ثقوب رئيسية لأصابع اليدين و12 مفتاحاً متصلين بالثقوب، ومع اختلاف الضغط على تلك المفاتيح تتغير النغمة الصادرة عن الآلة. بإمكان آلة الفلوت الواحدة أيضاً عزف أكثر من مقام موسيقي واحد على عكس آلات الناي السبعة المخصصة كل آلة منها لعزف مقام مختلف عن الآلة الأخرى.
وفيما يتعلق بتقنيات العزف على الناي، فهناك 3 تقنيات أساسية يحتاج العازف اتقانها. التقنية الأولى هي طريقة النفخ وهذه هي الصعوبة الأولى التي يواجهها من أراد تعلم العزف على الآلة. لذلك ينصح المبتدئين بتعلم كيفية إخراج صوت من الآلة قبل تمرينات إصدار الدرجات الموسيقية. أما التقنية الثانية فهي إمالة السبابة بأكثر من زاوية لإخراج الربع تون. والتقنية الأخيرة هي تقنية سد الثقوب بحيث ينتج الأصوات المطلوبة.
هل أعجبتكم حكاية الناي؟ إذن ستحبون بالتأكيد حكايتنا عن تاريخ العود الأسبوع القادم. تابعونا.