لماذا نتعلم العود؟
قرر كل من نزار الحمود من فريق إعزف و طارق أبو كويك من فريق إعزف أن يجيبا على السؤال : لماذا نتعلم العود
إليكم :
أولا: من نزار الحمود
لماذا نتعلم العود؟
جلسنا اليوم في المكتب انا و زميلي في العمل نفكر….لماذا نتعلم العود؟
اذا كنت ترغب “بطبخ” طعام لذيذ, فلا شك بأنه يجب عليك المحافظة على بعض المكونات الأساسية مثل الماء او ملح الطعام أو ما غير ذلك….
و اذا أردت “طبخ” مقطوعة شرقية أو معزوفة شرقية فعليك التفكير بمكوناتها الاساسية :
العود و القانون و الناي و الطبلة (الايقاع)…
ولأن في كل منا هذا الشخص الشرقي , الذي لا يفرقنا حتى و ان ولدنا او عشنا خارج البلاد العربية , فانه لا محالة يظهر و يظهر بقوة في كثير من المواقف و اللحظات و من هذه اللحظات هي الاستماع الى الموسيقى , و من منا لا يحس بشرقيته عندما يسمع تقسيم على العود او الناي او القانون , و من منا لا يستمتع بشرقيته عندما يلعب ايقاع شرقي على الطبلة.
من هنا و حفاظا على هويتنا, اردنا الانطلاق بالمكون المهم و الاساسي لما يسمى بالتخت الشرقي , و تعليمه الى جيل جديد يفخر بهوية أجداده و يحافظ عليها لا بل و يورثها الى حفدته.
للعود سحر خاص , و صوت حنون يخرج من بطنه المنتفخة التي تتغذى على آهات و “يا سلامات” المستمع , فما اردنا غير الاستمرار بتغذية هذه الآلة و إلا نحلت و شحب وجهها و صوتها و ماتت و ماتت شرقيتنا… فاذا ماتت شرقيتنا و تكسر تختنا الشرقي , فأين ننام و من يأوينا؟؟؟؟؟
ثانيا : طارق أبو كويك
لماذا نتعلم العود ؟
جلسنا اليوم في المكتب انا و زميلي في العمل نفكّر..لماذا نعلّم أو نتعلم العود ..و كانت احدى الأفكار التي تواردت في البال هي أنه عندما نسأل نفس السؤال عن الجيتار , نرى أن الإجابة قد تكون أسهل حيث أن موسيقى الروك مثلا انتشرت بين كثير من الشباب العرب حتى و أن المظهر الخارجي و الثقافة التي أتت مع هذه الآلة تراها في كثير من الأفلام و المسلسلات الأجنبية التي تعرض على الشاشات العربية. أي أنه من السهل اكتشاف سبب تعلّق الشباب اليوم بآلة مثل الجيتار فحتى من منظور عربي حديث فالأغاني المشهورة ترى فيها مثلا تامر حسني يمسك جيتارا و غيره الكثير.
النقطة الأهم هنا هي ليست مسألة منظر و ثقافة جديدة (قد تكون مستوردة) فقط ! لا بالعكس فالموسيقى الأسبانية التي فيها كثير من الجيتار قد يعود أصلها للموسيقى العربية فنحن لا ندّعي بأن الجيتار هو غربي و العود عربي . الموسيقى للجميع , لكن الأغنية العربية و خصوصا التجاري منها يمكن عزفها على الجيتار فعدد كبير من هذه الأغاني هو على مقامات الكرد أو النهاوند أو العجم والتي يسهل عزفها على الجيتار لعدم وجود الربع نوتة (مثل الرست و البيّات و غيرها من المقامات الشرقية البحتة) فيها و التي من الصعب إصدارها من جيتار .
الربع النوتة هذه هي المسؤولة عن إعطاء الطابع الشرقي أو العربي على الموسيقى و بما أن تعلم العود يمكن العازف من استخدام هذه المقامات التي تحتوي على الربع نوتة فلا يمكن إنكار أن تعلم العود هو عامل أساسي بدافع تطوير الموسيقى العربية مرة أخرى.
جلسنا نفكر أنا و زميلي و استنتجنا أننا لا نريد طرح هذه المسألة من منطلق “الحفاظ على الموسيقى العربية و الشرقية” فقد تكررّت هذه الشعارات كثيرا و رغم أن الموشحات و موسيقى العمالقة مثل سيد درويش و عبد الوهاب و عود الخليج العربي و غيرهم هي بغاية الأهمية و لكن النقطة الحرجة أكثر هي أن يخرج جيل قادر على صنع أغنيات تصلح لأغاني الإذاعة القصيرة و العصر السريع ما بعد الحداثة و بنفس الوقت أن يكون فيها مقامات غنية!
لا يوجد أي سبب لأن تكون الأغنية الشبابية خالية من المقامات الشرقية الغنية و التوزيع الذي تسمعه بأغاني الطرب , فقد يكون السبب بانتشار الصورة النمطية هذه هو أن الموزعين و المنتجين في مجال “إعادة تدوير الموسيقى” يمتلكون الخبرة في برامج الإنتاج الموسيقي و الموسيقى الإلكترونية و المؤثرات الصوتية ( لن ننكر حبنا لهذه الإضافات) و لكن هذا ليس سببا باختفاء المقامات مثل الرست و البيات على الأقل , فهناك كثير من الموسيقيين في مجال الموسيقى التجريبية و البديلة في الوطن العربي استطاعوا إدخال العالم المقامي عن طريق العود و العالم الصاخب الى مكان جديد, قد يكون أبرز هؤلاء الفنانين هو تامر أبو غزالة , و لكن ما يصنعه تامر (إلى الآن) ليس بموسيقى تعتبر قابلة للإنتشار بالشكل الذي تتمكن منه أغنية تامر حسني بالإنتشار ولكن قد يكون ذلك فقط مجرد لأن العود عليه أن يسرق مكانا جديدا له في الأغاني القصيرة.
كان هذا الحوار الصباحي سببا كافيا لكتابة هذه القصة …..ببساطة هذا هو السبب الذي يجعلنا فخورين بأن نعمل على منتج يتمكن الإنسان العربي من خلاله تعلم العود و في أي مكان من خلال الفيديو!